1- هل الإنسان مخير أم مسير؟
الإنسان مخير في كل شئ في حياته ماعدا ما يتعلق بمولدة بما في ذلك الوطن الذي نشئ فيه و أبويه و جنسه ذكر أم أنثي و لونه و المواهب التي أعطاها الله له أو التي حرم منا. فلقد خلق الله الإنسان علي صورته في البر و القداسة والعقل والإرادة والحرية.
2- لماذا خلق الله الإنسان, بالرغم من معرفته أن الإنسان سوف يخطئ؟
هناك من يدعي أن الله خلق الإنسان ليعبده, و لكن هذا القول يتنافي مع كمال الله بل ويتهم الله بالنقص و حاجته للإنسان ليعبده و حاشا لله ذلك. فالله لا ينقصه شئ يناله من مخلوق, إنساناً كان أو ملاكاً. و الله من الناحية اللاهوتية لا يزيد أو ينقص. فهو لا يزيد شيئاً بتمجيدنا و لا ينقص بعدم تمجيدنا. و كما نقول في القداس الغريغوري
"لم تكن أنت محتاجاً إلي عبوديتي بل أن المحتاج إلي ربوبيتك".
و إنما خلق الله الإنسان لمحبته للإنسان فلقد أحبنا الله قبل أن نوجد. و لهذا أوجدنا, خلق الله الإنسان لينعم عليه بنعمة الوجود.
و لعل أبسط مثال يمكن أن يقال هنا هو مثال الأم فالأم تعلم كم سيكلفها جنينها من مشقات و متاعب بدأ من وجوده في رحمها و مولدة إلي تعليمة و أخطاءة و .... و لكن مع كل هذا تحافظ علي جنينها قدر استطاعتها و تكون سعيدة به لماذا؟
أليس لحبها له قبل أن يوجد. "فالله محبة" (1يو 4 :
.
3لماذا وضع الله الوصية؟
الله خلق للإنسان عقل و إرادة حرة و هي تعني حرية الإختيار فلذلك كان لابد من وجود وضع إختيار أمام الإنسان ليجد قيمة لهذا العقل و تلك الإرادة الحرة و يختار طريق الحياة أو الموت.
مثال علي ذلك: لو أعطيتك كشاف ( مصباح) هل ستعرف قيمته و تستغلة لو لم تجد نفسك في مكان مظلم, فلو كنت لن تمر في أي مكان مظلم يكون هذا الكشاف بلا فائدة. والله كلي القدرة و العلم و الحكمة لا يخلق شئ بلا فائدة.
4- ألم يكن الله يعلم أن الإنسان سيخطئ لِمَ لم يريحه من تجربة الشيطان؟
الله يعلم أن الإنسان سوف يسقط و يعلم أيضاً أنه سوف يخلص الإنسان.
و يحول شر الإنسان الذي صنعه بنفسه إلي خير له.
كان يمكن أن يخلق الله الإنسان بطبيعة معصومة من الخطأ, أو أن يجعله مسيراً نحو الخير, و في هذه الحالة ما كان الإنسان يستحق أن يكافأ. لأنه لم يدخل امتحاناً وينجح فيه. لذلك خلقه الله بإرادة حرة و سمح للشيطان أن يجربه.
لو كان الله أراح الإنسان من تجربة الشيطان لبقي في جنة عدن الأرضية,
و لكن الله أعد له ما هو أفضل.
"ما لم تر عين و لم تسمع أذن و لم يخطر على بال إنسان
ما أعده الله للذين يحبونه." (1كو 2 : 9).